محمدالموسوي (المدير العام)
عدد الرسائل : 34 العمر : 44 الموقع : nooralzhri.yoo7.com العمل/الترفيه : مديرعام تاريخ التسجيل : 13/04/2008
| موضوع: مظاهر من شخصية الإمام الحسن العسكري عليه السلام الجمعة أبريل 18, 2008 11:35 pm | |
| مظاهر من شخصية
الإمام الحسن العسكري عليه السلام
لقد كان الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام في معالي أخلاقه نفحة من نفحات الرسالة الاسلامية فقد كان على جانب عظيم من سموّ الأخلاق، يقابل الصديق والعدو بمكارم أخلاقه ومعالي صفاته، وكانت هذه الظاهرة من أبرز مكوناته النفسية، ورثها عن آبائه وجده رسول الله صلى الله عليه وآله الذي وسع الناس جميعاً بمكارم أخلاقه، وقد أثّرت مكارم أخلاقه على أعدائه والحاقدين عليه، فانقلبوا من بغضه الى حبه والاخلاص له. (1)
ونقل المؤرخون أنّ المتوكل الذي عرف بشدّة عدائه لأهل البيت عليهم السلام، وحقده على الإمام علي عليه السلام، أمر بسجن الإمام العسكري عليه السلام والتشديد عليه إلاّ أنّه لمّا حلّ في الحبس ورأى صاحب الحبس سمو أخلاق الإمام عليه السلام وعظيم هديه وصلاحه انقلب رأساً على عقب، فكان لا يرفع بصره الى الإمام عليه السلام إجلالاً وتعظيماً له، ولمّا خرج الإمام من عنده كان أحسن الناس بصيرة، وأحسنهم قولاً فيه. (2)
سماحته وكرمه
نقل المؤرخون نماذج من السيرة الكريمة للإمام العسكري عليه السلام نذكر بعضاً منها:
1- روى الشيخ المفيد عن محمد بن علي بن ابراهيم بن موسى ابن جعفر عليه السلام:
قال: ضاق بنا الأمر فقال لي أبي: إمضِ بنا حتى نصير الى هذا الرجل ـ يعني أبا محمد ـ فإنه قد وصف عنه سماحة.
فقلت: تعرفه؟
قال: ما أعرفه، ولا رأيته قط.
قال: فقصدناه.
فقال لي أبي وهو في طريقه: ما أحوجنا الى أن يأمر لنا بخمس مائة درهم مائتا درهم للكسوة ومائتا درهم للدقيق، ومائة درهم للنفقة..
وقلت في نفسي ليته أمر لي بثلاث مائة درهم، مائة اشتري بها حماراً ومائة للنفقة ومائة للكسوة، فأخرج الى الجبل
قال ـ أي محمد بن علي ـ فلما وافينا الباب خرج غلامه، فقال: يدخل علي بن ابراهيم ومحمد ابنه، فلما دخلنا عليه وسلمنا، قال لأبي: ياعلي ما أخلفك عنا الى هذا الوقت، فقال: ياسيدي: استحييت أن ألقاك على هذا الحال، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة، وقال: هذه خمسمائة درهم، مائتان لِلكسوة، ومائتان للدقيق، ومائة للنفقة وأعطاني صرة وقال: هذه ثلاثمائة درهم اجعل مائة في ثمن حمار، ومائة للكسوة، ومائة للنفقة، ولا تخرج الى الجبل، وصر الى سوار.
قال: فصار الى سوار وتزوج بإمرأة منها فدخله اليوم ألف دينار ومع هذا يقول بالوقف. (3)
2- وروى اسحاق بن محمد النخعي قال: حدثني أبو هاشم الجعفري
قال: شكوت الى أبي محمد عليه السلام ضيق الحبس وكلب القيد(4)، فكتب إلي أنت تصلي اليوم الظهر في منزلك، فاُخرجت وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال، وكنت مضيقاً فأردت أن أطلب منه معونة في الكتاب الذي كتبته إليه فاستحييت، فلما صرت إلى منزلي وجّه إليّ بمائة دينار، وكتب إليّ: اذا كانت لك حاجة، فلا تستحِ ولا تحتشم واطلبها فإنك على ما تحب إن شاء الله. (5)
3- وعن اسماعيل بن محمد بن علي بن اسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس
قال: قعدت لأبي محمد عليه السلام على ظهر الطريق، فلما مرَّ بي شكوت إليه الحاجة وحلفت له أن ليس عندي درهم واحد، فما فوقه، ولا غذاء ولا عشاء قال: فقال عليه السلام تحلف بالله كاذباً وقد دفنت مائتي دينار؟! وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطية، أعطه ياغلام ما معك، فأعطاني غلامه مئة دينار ثم أقبل عليّ فقال: إنك تحرم الدنانير التي دفنتها أحوج ما تكون إليها، وصدق عليه السلام، وذلك أني أنفقت ما وصلني به، واضطررت ضرورة شديدة الى شيء أنفقه، وانغلقت عليّ أبواب الرزق، فنبشت الدنانير التي كنت دفنتها فلم أجدها فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب، فما قدرت منها على شيء.. (6)
1- حياة الإمام الحسن العسكري عليه السلام: 42
2- اُصول الكافي: 1/508 ح 8 وعنه في الارشاد: 2/329، 330 وفي أعلام الورى: 2/150 وعن الارشاد في كشف الغمة: 3/202.
3- اُصول الكافي: 1/506 ح 3 ب 124 وعنه في الارشاد: 2 / 326، 327 وعنه في كشف الغمة: 3 / 200.
4- كلب القيد: شدته وضيقه
5- اُصول الكافي: 1/508 ح 10 وعنه في الارشاد: 2/330 وفي اعلام الورى: 2/140 وعن الارشاد في كشف الغمة: 3/202.
6- اُصول الكافي: 1/509 ح 14 وعنه في الارشاد: 2/322 واعلام الورى: 2/137 وعن الارشاد في كشف الغمة: 3/203، ولعلّه كان من المغضوب عليهم لدى بني العباس ولذلك لم يكفوه | |
|